تحليل للدكتور يوسي بيلين حول تأثير نتائج الانتخابات على عملية السلام
إن الزيادة في نسبة التصويت التي حظيت بها الأحزاب ذات التوجهات اليسارية (ارتفعت القائمة المشتركة بنسبة 30٪، في حين ارتفع حزب العمل وميرتس معًا بنسبة 10٪)، قد تزيد من احتمالية دعم التصويت لحل الدولتين بشكل أكبر من ذي قبل. وبالرغم من عدم وجود ما يؤكد أن الحكومة الجديدة ستعطي أولوية لدفع عملية السلام مع الفلسطينيين، إلا أنه من الواضح أنه قد تم إنشاء واقع سياسي وعام جديد يتيح المجال لمناقشة الحاجة إلى مثل هذه العملية وهذا يشكل نقلة عن التوجه السياسي الأخير الذي تبنته الحكومة الاسرائيلية.
للاطلاع على الخيارات الدبلوماسية المترتبة على نتائج الانتخابات، انظر إلى مقالة للدكتور يوسي بيلين أدناه ، رئيس مبادرة جنيف من الجانب الإسرائيلي ووزير العدل وعضو مجلس الوزراء الإسرائيلي السابق .
يوسي بيلين وقادة مبادرة جنيف يجتمعون مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في موسكو ، 19 سبتمبر 2019
يوسي بيلين
إن القضية الأكثر إلحاحا في الوقت الحالي، هي وقف مساعي نتنياهو للضم، حيث وعد قبيل الانتخابات بضم غور الأردن وأراضي المستوطنات في الضفة الغربية وذلك في انتهاك صريح "للاتفاقية المرحلية الانتقالية لعام 1995" ، ومن القضايا الملحة أيضا وقف هدم المنازل في (المنطقة ج) التي تفرض فيها إسرائيل سلطة إدارية مدنية وعسكرية، والسماح للفلسطينيين ببناء وحدات سكنية ومنشآت صناعية في المنطقة ج. من المهم أيضا زيادة عدد تصاريح العمل للفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة في إسرائيل ، وتحويل أموال الفلسطينيين من المستحقات الضريبية إلى السلطة الفلسطينية دون أي شروط (سواء كانت هناك حاجة لتشريع ذلك أم لا).
وبالتوازي مع الخطوات التي تخفف معاناة الحياة اليومية للفلسطينيين، فمن الضروري أيضًا معالجة جذور المشكلة وتجديد المفاوضات مع الرئيس عباس الذي كان يخشى العودة للتفاوض دون أية شروط مسبقة لأنه يدرك أن نتنياهو سيستخدم هذه المفاوضات أمام المجتمع الدولي لإظهار أن هناك مسار ديبلوماسي قائم في الوقت الذي يستمر فيه فعل ما يحلو له من انتهاكات في الأراضي المحتلة. من جانبه، على الرئيس محمود عباس أن يعرض محادثات مع غانتس دون شروط مسبقة. ومن الممكن أن تبدأ هذه المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في أبريل 2014.
لا يوجد سبب يستدعي البدء في عملية السلام برمتها من نقطة الصفر. حيث يمكن لمبادرة جنيف أن توفر الكثير من الوقت عندما يتعلق الأمر بحل القضايا الأساسية والتقنية. الساعة الديموغرافية تدق، فعدد الفلسطينيين غرب الأردن أكبر من اليهود الإسرائيليين. إن الخطر من إنشاء دولة الفصل العنصري يزداد قوة، وسيتحقق ذلك في اللحظة التي يطالب فيها الفلسطينيون بحقهم في الترشح والتصويت لانتخابات الكنيست والذي سيواجه بالرفض الإسرائيلي، وذلك في نفس الوقت الذي ترفض فيه اسرائيل إنشاء دولة فلسطينية يمكن فيها صون حقوق الفلسطينيين.
إذا خلص غانتس وحكومته أيضًا إلى أن مطالب الفلسطينيين بعيدة جدًا عن ما هم على استعداد للتنازل عنه، فمن المحتمل أنهم لن يبقوا ساكنين بل سيفضلون متابعة عملية الفصل أحادي الجانب. ومع ذلك، يجب ألا تأتي هذه الخطوة إلا بعد استنفاذ كافة محاولات التوصل إلى اتفاق ثنائي. يجب أن يكون هدف الحكومة المقبلة، بطريقة أو بأخرى، إقامة حدود شرقية لإسرائيل.
تم إصدار هذا المنشور بدعم مالي من الاتحاد الأوروبي. ومحتوياته هي مسؤولية فريق تحرير مؤشر جنيف لدولتين وحدها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر الاتحاد الأوروبي.
اعلان هذه الرسالة من مؤشر حل الدولتين، تحالف السلام الفلسطيني – مبادرة جنيف، رام الله، فلسطين. إذا رغبتم بعدم استلام هذه الرسالة
يرجى إبلاغنا على البريد الإلكتروني info@ppc.org.ps أو بضغط "إلغاء الإشتراك" أسفل هذه الرسالة.
Powered by Publicators